الخميس، 2 أبريل 2015
عالم الفكر والفلسفة
مؤلف النص :
برتراند راسل (1872–1970) فيلسوف وعالم رياضي انجليـزي، اهتم بالدراسات المنطقية والإبستمولوجية، كما اهتم بقضايا ومشكلات الفلسفة. من مؤلفاته: "مبادئ الرياضيات" و"مشكلات الفلسفة"
إشكالية النص:
كيف تحول الإنسان من عاشق للطبيعة إلى مسيطر ومهيمن عليها...؟
أطروحة النص:
يرى راسل أن لحظة العلم الحديث، شكلت تحولا كبيرا وخطيرا في تصور الإنسان للطبيعة، فبدل النظرة التأملية التمتعية، التي كانت خاصية اليونانيين، أحل العلم مكانها نظرة قائمة على السيطرة والهيمنة.
فهم النص :
1. يميـز راسل بين مرحلتين أساسيتين في تصور الإنسان للطبيعة هي: مرحلة اليونان القديمة والمرحلة الحديثة التعليل والمؤشر الدال عليه من النص: "لقد كانوا رجالا ذوي عقل عاطفي جبار، ومن قوة عاطفتهم العقلية نتجت حركة العلم الحديث كلها.
2. العلاقة الرابطة بين المرحلتين هي: وجود تطور إيجابي والدال عليه من النص: "قد أخذ يغتصب منه مكان القيادة على أساس نجاحه غير المنتظر"
3. في حديثه عن المرحلتين يبدو راسل: مطالبا بالتوفيق بينهما، ومن خلال النص نجد قوله "إن غايات الحياة ينبغي أن تمنح البهجة والسرور والمتعة.
4. إن العبارة القائلة بأن غايات الحياة ينبغي أن تمنح البهجة والسرور والمتعة، يفهم منها أن الطبيعة تمنح الإنسان البهجة والسرور والمتعة عندما لا يكون مسيطرا، مهيمنا، طاغيا عليها، بل منسجما معها.
استنتاج :
في هذا النص يعرض لنا راسل نظرة الفلاسفة اليونانيين للطبيعة، معتبـرا أن نظرة الفيلسوف اليوناني للطبيعة كانت نظرة عاشق لها ومحترم لقوانينها، انجذبوا إليها بعقل عاطفي جبار، ومن قوة هذا العقل برزت حركة العلم الحديث كلها التي شكلت منعطفا حاسما من خلاله تحول رجل العلم من عاشق ومحب للطبيعة إلى طاغية جبار مسيطر عليها، ليبقى في الأخيـر مَكمَن السعادة مع راسل في تحقيق الإنسان الانسجام مع الطبيعة.
يعالج الفيلسوف الانجليزي برتراند راسل إشكالية العلاقة القائمة بين الإنسان والطبيعة من زوايته الخاصة حيث يميز بين مرحلتين أساسيتين في طبيعة هذه العلاقة.المرحلة الأولى سادت إبان العصر اليوناني وبالضبط مع الفلاسفة الأيونيين، وقد طغت على هذه العلاقة مشاعر الحب والعشق والود من طرف الإنسان اتجاه الطبيعة، بينما سادت المرحلة الثانية إبان العصر الحديث حينما نما وتطور العلم الطبيعي، وقد اتسمت العلاقة في هذه المرحلة بالسيطرة والهيمنة حيث انقلب الإنسان من عاشق محب إلى طاغية جبار .
كما ابرز راسل النتائج المتمخضة عن علاقة السيطرة والهيمنة حيث تحولت الطبيعة إلى هيكل من العظام المقعقعة وهذه إشارة إلى القضاء على الطبيعة من خلال استنزافها وتخريبها وتدميرها .
تحليل نص إدغار موران : التقنية- العلم كسيرورة (ص 70)
تحليل نص جلبير هٌوتَوَا (ص 71)
تقديم الإشكال العام:
يهدف العلم إلى إعلاء منزلة الإنسان وترقيته، في حين نجد التقنية تختلف عن ذلك تماما لأن الإنسان يمكنه أن يوجهها إما خيرا أو شرا، وإن المتأمل لتطور التقني للإنسان عبر العصور المختلفة يرى بأن الاتصال الوثيق بين العلم والتقنية ظاهرة حديثة العهد. ورغم أن التقنية ليست ظاهرة مستجدة وحديثة بل هي موغلة في القدم وتمتد بامتداد تاريخ الإنسان، إلا أنها طوال الجزء الأكبر من تاريخها كانت تسير منفصلة ومستقلة عن العلم.
لكن العلاقة بين التقنية والعلم تغيرت مع عصر النهضة، نظرا للتطور المزدوج على مستوى التقنية، حيث شهد هذا العصر تكاثرا مهولا للمخترعات، وأيضا على مستوى العلم حيث تطورت النظريات وتقدمت المعرفة العلمية.
لكن ينبغي الوقوف عند ما يميز التقنية لفهم تلك العلاقة: فهي تتمتع أولا باستقلال عن المنظومات الأخلاقية والفلسفية والفكرية. كما أنها تتسم بالكونية والحياد والشمولية، وتتطور بشكل سريع يفوق أحيانا قدرة الإنسان على الفهم والاستيعاب.
وهنا يمكن القول أن العلم يشيرا أولا إلى مجموع المعرف النظرية المتصلة بحقل معرفي معين: الرياضيات، الفيزياء، الفلك... بينما تحيل التقنية في الاستعمال المتداول، على التطبيقات العملية للمعارف العلمية: الاستنساخ، المفاعلات النووية،الطاقة الحرارية...
من هنا يمكن أن نتساءل عن ماهية العلاقة الرابطة بين العلم بالتقنية..؟ وأيهما يتحكم في الآخر ويحدد أهدافه ويوجه مسار ه..؟
تحليل نص إدغار موران : التقنية- العلم كسيرورة (ص 70)
إدغار موران:
فيلسوف ومفكر وعالم اجتماع، ولد في باريس سنة 1921، درس التاريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد والفلسفة. عمل في الصحافة ويتـرأس حاليا "الوكالة الأوربية للثقافة " في منظمة اليونسكو، من أعماله : مدخل إلى الفكر المركب ، والإنسان والموت
إشكال النص :
كيف تتحدد العلاقة بين العلم والتقنية..؟ وما هي الآثار الناتجة عن هذه العلاقة..؟ وكيف يؤثر كل منهما في الأخر..؟
أطروحة النص:
يبين إدغار موران أن التقنية والعلم والمجتمع يشكلون سيرورة دائرية، وأن بينهما علاقات متبادلة ومتداخلة. فالتجريب العلمي يؤدي إلى ابتكار آلات تقنية، وهذه الأخيرة تساهم بدورها في إجراء التجارب العلمية وتطويرها، ويرتبط كل هذا بالمصالح الاقتصادية والسياسية للمجتمع الذي يتدخل في سيرورة العلم – التقنية.
حجاج النص:
اعتمد صاحب النص في عرضه لأفكاره على التحليل والتفكيك والتفسير وإعطاء الأمثلة:
التحليل انصب على إبراز العلاقة الموجودة سواء بين التقنية والعلم أو بين التقنية والمجتمع.
تقديم مثال يتعلق بملاحظة الجزيئات والتلسكوبات
الاعتماد على رسم خطاطة توضح السيرورة التفاعلية الدائرية بين العلم والتقنية والمجتمع والدولة.
تحليل نص إدغار موران:
إننا نعيش في عصر تاريخي تعرف فيه التطورات العلمية والتقنية والاجتماعية تداخلات وتفاعلات فيما بينها وعلى مختلف المستويات والتجريب العلمي هو في حد ذاته تقنية للتحكم، كما أن تطور العلوم التجريبية يساهم في تطور التقنيات، وبه منح العلم سلطا تحكمية في المادة الحية واللاعضوية، فالتجربة تطور التقنية والتي تعمل بدورها على تطوير أنماط جديدة من التجريب والملاحظة العلمية كملاحظة الجزئيات والتلسكوبات التي تسمح بتطوير المعرفة العلمية، ومن هنا تصبح التقنية قوة مسيطرة كما أن العلم يتمكن من فرض سيطرته على الآلة وإخضاعها لحاجياته، من هنا يمكن أن نعتبر أن العلم والتقنية سيرورة دائرية تداخل فيها عدة عوامل ورهانات سياسية واقتصادية تتحكم في تحديد مصير الدول والشعوب وأصبح العلم كمؤسسة قوية وسلطة حقيقية تساهم في قلب المجتمع والتحكم فيه بل تتم مراقبته بواسطة السلطات الاقتصادية والسياسية وتلعب كل الأطراف المتداخلة من علم، تقنية، مجتمع ودولة دورا فعالا في استمرار هذه السيرورة.
تحليل نص جلبير هٌوتَوَا
مؤلف النص :
جلبير هوتوا مفكر بلجيكي معاصر، يهتم بفلسفة العلم والتقنية، من مؤلفاته " العلم ما بين قيم الحداثة وما بعد الحداثة" وأيضا "فلسفات العلوم وفلسفات التقنيات".
إشكال النص:
ما هي المبادئ التي ترتكز عليها استقلالية التقنية..؟ وما هي انعكاسات ذلك على مستوى ثقافة الإنسان وحضارته.. ؟
أطروحة النص:
إن للتقنية منطقها الخاص بها، والذي ينمو بشكل آلي وذاتي دون أن يخضع لأية غاية خارجية. وهذا ما أفقد الإنسان السيطرة على مسار التقنية، وجعل لها انعكاسات سلبية على الثقافة التقليدية والرمزية بحيث أدى إلى إخضاعها أو إعدامه.
أفكار النص:
يبرز لنا صاحب النص أن للتطور التقني منطقه الذاتي، الداخلي والآلي، والذي لا يخضع لأية غاية خارجية. وهذا خلافا لموقف إدغار موران الذي ربط بين التطور التقني والأهداف السياسية والاقتصادية للمجتمع.
لا يمكن في نظر هوتوا اعتبار التقنية مجرد وسائل وآلات في خدمة الإنسان، بل أصبح الإنسان خاضعا للتقنية التي تتطور وفقا لنظام داخلي خاص بها .
يعتبر صاحب النص أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة لأنها عابرة وغير متجذرة في ثقافة وتاريخ المجتمعات. كما أنها أحادية البعد فهي تسيطر على الإنسان ولا تتيح له إمكانية الإبداع والاختيار بين عدة ممكنات.
هكذا فالثقافة الحقيقية حسب هوتوا هي الثقافة الرمزية والتقليدية المتجذرة في التاريخ، والموجودة في جماعات مختلفة. أما التقنية فهي في نظره ضد الإنسانية نظرا لما تمارسه من تدمير وإخضاع وسيطرة على الثقافات المحلية.
تحليل نص إدغار موران : التقنية- العلم كسيرورة (ص 70)
تحليل نص جلبير هٌوتَوَا (ص 71)
تقديم الإشكال العام:
يهدف العلم إلى إعلاء منزلة الإنسان وترقيته، في حين نجد التقنية تختلف عن ذلك تماما لأن الإنسان يمكنه أن يوجهها إما خيرا أو شرا، وإن المتأمل لتطور التقني للإنسان عبر العصور المختلفة يرى بأن الاتصال الوثيق بين العلم والتقنية ظاهرة حديثة العهد. ورغم أن التقنية ليست ظاهرة مستجدة وحديثة بل هي موغلة في القدم وتمتد بامتداد تاريخ الإنسان، إلا أنها طوال الجزء الأكبر من تاريخها كانت تسير منفصلة ومستقلة عن العلم.
لكن العلاقة بين التقنية والعلم تغيرت مع عصر النهضة، نظرا للتطور المزدوج على مستوى التقنية، حيث شهد هذا العصر تكاثرا مهولا للمخترعات، وأيضا على مستوى العلم حيث تطورت النظريات وتقدمت المعرفة العلمية.
لكن ينبغي الوقوف عند ما يميز التقنية لفهم تلك العلاقة: فهي تتمتع أولا باستقلال عن المنظومات الأخلاقية والفلسفية والفكرية. كما أنها تتسم بالكونية والحياد والشمولية، وتتطور بشكل سريع يفوق أحيانا قدرة الإنسان على الفهم والاستيعاب.
وهنا يمكن القول أن العلم يشيرا أولا إلى مجموع المعرف النظرية المتصلة بحقل معرفي معين: الرياضيات، الفيزياء، الفلك... بينما تحيل التقنية في الاستعمال المتداول، على التطبيقات العملية للمعارف العلمية: الاستنساخ، المفاعلات النووية،الطاقة الحرارية...
من هنا يمكن أن نتساءل عن ماهية العلاقة الرابطة بين العلم بالتقنية..؟ وأيهما يتحكم في الآخر ويحدد أهدافه ويوجه مسار ه..؟
تحليل نص إدغار موران : التقنية- العلم كسيرورة (ص 70)
إدغار موران:
فيلسوف ومفكر وعالم اجتماع، ولد في باريس سنة 1921، درس التاريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد والفلسفة. عمل في الصحافة ويتـرأس حاليا "الوكالة الأوربية للثقافة " في منظمة اليونسكو، من أعماله : مدخل إلى الفكر المركب ، والإنسان والموت
إشكال النص :
كيف تتحدد العلاقة بين العلم والتقنية..؟ وما هي الآثار الناتجة عن هذه العلاقة..؟ وكيف يؤثر كل منهما في الأخر..؟
أطروحة النص:
يبين إدغار موران أن التقنية والعلم والمجتمع يشكلون سيرورة دائرية، وأن بينهما علاقات متبادلة ومتداخلة. فالتجريب العلمي يؤدي إلى ابتكار آلات تقنية، وهذه الأخيرة تساهم بدورها في إجراء التجارب العلمية وتطويرها، ويرتبط كل هذا بالمصالح الاقتصادية والسياسية للمجتمع الذي يتدخل في سيرورة العلم – التقنية.
حجاج النص:
اعتمد صاحب النص في عرضه لأفكاره على التحليل والتفكيك والتفسير وإعطاء الأمثلة:
ü التحليل انصب على إبراز العلاقة الموجودة سواء بين التقنية والعلم أو بين التقنية والمجتمع.
ü تقديم مثال يتعلق بملاحظة الجزيئات والتلسكوبات
ü الاعتماد على رسم خطاطة توضح السيرورة التفاعلية الدائرية بين العلم والتقنية والمجتمع والدولة.
تحليل نص إدغار موران:
إننا نعيش في عصر تاريخي تعرف فيه التطورات العلمية والتقنية والاجتماعية تداخلات وتفاعلات فيما بينها وعلى مختلف المستويات والتجريب العلمي هو في حد ذاته تقنية للتحكم، كما أن تطور العلوم التجريبية يساهم في تطور التقنيات، وبه منح العلم سلطا تحكمية في المادة الحية واللاعضوية، فالتجربة تطور التقنية والتي تعمل بدورها على تطوير أنماط جديدة من التجريب والملاحظة العلمية كملاحظة الجزئيات والتلسكوبات التي تسمح بتطوير المعرفة العلمية، ومن هنا تصبح التقنية قوة مسيطرة كما أن العلم يتمكن من فرض سيطرته على الآلة وإخضاعها لحاجياته، من هنا يمكن أن نعتبر أن العلم والتقنية سيرورة دائرية تداخل فيها عدة عوامل ورهانات سياسية واقتصادية تتحكم في تحديد مصير الدول والشعوب وأصبح العلم كمؤسسة قوية وسلطة حقيقية تساهم في قلب المجتمع والتحكم فيه بل تتم مراقبته بواسطة السلطات الاقتصادية والسياسية وتلعب كل الأطراف المتداخلة من علم، تقنية، مجتمع ودولة دورا فعالا في استمرار هذه السيرورة.
تحليل نص جلبير هٌوتَوَا
مؤلف النص :
جلبير هوتوا مفكر بلجيكي معاصر، يهتم بفلسفة العلم والتقنية، من مؤلفاته " العلم ما بين قيم الحداثة وما بعد الحداثة" وأيضا "فلسفات العلوم وفلسفات التقنيات".
إشكال النص:
ما هي المبادئ التي ترتكز عليها استقلالية التقنية..؟ وما هي انعكاسات ذلك على مستوى ثقافة الإنسان وحضارته.. ؟
أطروحة النص:
إن للتقنية منطقها الخاص بها، والذي ينمو بشكل آلي وذاتي دون أن يخضع لأية غاية خارجية. وهذا ما أفقد الإنسان السيطرة على مسار التقنية، وجعل لها انعكاسات سلبية على الثقافة التقليدية والرمزية بحيث أدى إلى إخضاعها أو إعدامه.
أفكار النص:
ü يبرز لنا صاحب النص أن للتطور التقني منطقه الذاتي، الداخلي والآلي، والذي لا يخضع لأية غاية خارجية. وهذا خلافا لموقف إدغار موران الذي ربط بين التطور التقني والأهداف السياسية والاقتصادية للمجتمع.
ü لا يمكن في نظر هوتوا اعتبار التقنية مجرد وسائل وآلات في خدمة الإنسان، بل أصبح الإنسان خاضعا للتقنية التي تتطور وفقا لنظام داخلي خاص بها .
ü يعتبر صاحب النص أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة لأنها عابرة وغير متجذرة في ثقافة وتاريخ المجتمعات. كما أنها أحادية البعد فهي تسيطر على الإنسان ولا تتيح له إمكانية الإبداع والاختيار بين عدة ممكنات.
ü هكذا فالثقافة الحقيقية حسب هوتوا هي الثقافة الرمزية والتقليدية المتجذرة في التاريخ، والموجودة في جماعات مختلفة. أما التقنية فهي في نظره ضد الإنسانية نظرا لما تمارسه من تدمير وإخضاع وسيطرة على الثقافات المحلية.
تحليل نص إدغار موران : التقنية- العلم كسيرورة (ص 70)
تحليل نص جلبير هٌوتَوَا (ص 71)
تقديم الإشكال العام:
يهدف العلم إلى إعلاء منزلة الإنسان وترقيته، في حين نجد التقنية تختلف عن ذلك تماما لأن الإنسان يمكنه أن يوجهها إما خيرا أو شرا، وإن المتأمل لتطور التقني للإنسان عبر العصور المختلفة يرى بأن الاتصال الوثيق بين العلم والتقنية ظاهرة حديثة العهد. ورغم أن التقنية ليست ظاهرة مستجدة وحديثة بل هي موغلة في القدم وتمتد بامتداد تاريخ الإنسان، إلا أنها طوال الجزء الأكبر من تاريخها كانت تسير منفصلة ومستقلة عن العلم.
لكن العلاقة بين التقنية والعلم تغيرت مع عصر النهضة، نظرا للتطور المزدوج على مستوى التقنية، حيث شهد هذا العصر تكاثرا مهولا للمخترعات، وأيضا على مستوى العلم حيث تطورت النظريات وتقدمت المعرفة العلمية.
لكن ينبغي الوقوف عند ما يميز التقنية لفهم تلك العلاقة: فهي تتمتع أولا باستقلال عن المنظومات الأخلاقية والفلسفية والفكرية. كما أنها تتسم بالكونية والحياد والشمولية، وتتطور بشكل سريع يفوق أحيانا قدرة الإنسان على الفهم والاستيعاب.
وهنا يمكن القول أن العلم يشيرا أولا إلى مجموع المعرف النظرية المتصلة بحقل معرفي معين: الرياضيات، الفيزياء، الفلك... بينما تحيل التقنية في الاستعمال المتداول، على التطبيقات العملية للمعارف العلمية: الاستنساخ، المفاعلات النووية،الطاقة الحرارية...
من هنا يمكن أن نتساءل عن ماهية العلاقة الرابطة بين العلم بالتقنية..؟ وأيهما يتحكم في الآخر ويحدد أهدافه ويوجه مسار ه..؟
تحليل نص إدغار موران : التقنية- العلم كسيرورة (ص 70)
إدغار موران:
فيلسوف ومفكر وعالم اجتماع، ولد في باريس سنة 1921، درس التاريخ وعلم الاجتماع والاقتصاد والفلسفة. عمل في الصحافة ويتـرأس حاليا "الوكالة الأوربية للثقافة " في منظمة اليونسكو، من أعماله : مدخل إلى الفكر المركب ، والإنسان والموت
إشكال النص :
كيف تتحدد العلاقة بين العلم والتقنية..؟ وما هي الآثار الناتجة عن هذه العلاقة..؟ وكيف يؤثر كل منهما في الأخر..؟
أطروحة النص:
يبين إدغار موران أن التقنية والعلم والمجتمع يشكلون سيرورة دائرية، وأن بينهما علاقات متبادلة ومتداخلة. فالتجريب العلمي يؤدي إلى ابتكار آلات تقنية، وهذه الأخيرة تساهم بدورها في إجراء التجارب العلمية وتطويرها، ويرتبط كل هذا بالمصالح الاقتصادية والسياسية للمجتمع الذي يتدخل في سيرورة العلم – التقنية.
حجاج النص:
اعتمد صاحب النص في عرضه لأفكاره على التحليل والتفكيك والتفسير وإعطاء الأمثلة:
ü التحليل انصب على إبراز العلاقة الموجودة سواء بين التقنية والعلم أو بين التقنية والمجتمع.
ü تقديم مثال يتعلق بملاحظة الجزيئات والتلسكوبات
ü الاعتماد على رسم خطاطة توضح السيرورة التفاعلية الدائرية بين العلم والتقنية والمجتمع والدولة.
تحليل نص إدغار موران:
إننا نعيش في عصر تاريخي تعرف فيه التطورات العلمية والتقنية والاجتماعية تداخلات وتفاعلات فيما بينها وعلى مختلف المستويات والتجريب العلمي هو في حد ذاته تقنية للتحكم، كما أن تطور العلوم التجريبية يساهم في تطور التقنيات، وبه منح العلم سلطا تحكمية في المادة الحية واللاعضوية، فالتجربة تطور التقنية والتي تعمل بدورها على تطوير أنماط جديدة من التجريب والملاحظة العلمية كملاحظة الجزئيات والتلسكوبات التي تسمح بتطوير المعرفة العلمية، ومن هنا تصبح التقنية قوة مسيطرة كما أن العلم يتمكن من فرض سيطرته على الآلة وإخضاعها لحاجياته، من هنا يمكن أن نعتبر أن العلم والتقنية سيرورة دائرية تداخل فيها عدة عوامل ورهانات سياسية واقتصادية تتحكم في تحديد مصير الدول والشعوب وأصبح العلم كمؤسسة قوية وسلطة حقيقية تساهم في قلب المجتمع والتحكم فيه بل تتم مراقبته بواسطة السلطات الاقتصادية والسياسية وتلعب كل الأطراف المتداخلة من علم، تقنية، مجتمع ودولة دورا فعالا في استمرار هذه السيرورة.
تحليل نص جلبير هٌوتَوَا
مؤلف النص :
جلبير هوتوا مفكر بلجيكي معاصر، يهتم بفلسفة العلم والتقنية، من مؤلفاته " العلم ما بين قيم الحداثة وما بعد الحداثة" وأيضا "فلسفات العلوم وفلسفات التقنيات".
إشكال النص:
ما هي المبادئ التي ترتكز عليها استقلالية التقنية..؟ وما هي انعكاسات ذلك على مستوى ثقافة الإنسان وحضارته.. ؟
أطروحة النص:
إن للتقنية منطقها الخاص بها، والذي ينمو بشكل آلي وذاتي دون أن يخضع لأية غاية خارجية. وهذا ما أفقد الإنسان السيطرة على مسار التقنية، وجعل لها انعكاسات سلبية على الثقافة التقليدية والرمزية بحيث أدى إلى إخضاعها أو إعدامه.
أفكار النص:
ü يبرز لنا صاحب النص أن للتطور التقني منطقه الذاتي، الداخلي والآلي، والذي لا يخضع لأية غاية خارجية. وهذا خلافا لموقف إدغار موران الذي ربط بين التطور التقني والأهداف السياسية والاقتصادية للمجتمع.
ü لا يمكن في نظر هوتوا اعتبار التقنية مجرد وسائل وآلات في خدمة الإنسان، بل أصبح الإنسان خاضعا للتقنية التي تتطور وفقا لنظام داخلي خاص بها .
ü يعتبر صاحب النص أن التقنية لا تشكل ثقافة أصيلة لأنها عابرة وغير متجذرة في ثقافة وتاريخ المجتمعات. كما أنها أحادية البعد فهي تسيطر على الإنسان ولا تتيح له إمكانية الإبداع والاختيار بين عدة ممكنات.
ü هكذا فالثقافة الحقيقية حسب هوتوا هي الثقافة الرمزية والتقليدية المتجذرة في التاريخ، والموجودة في جماعات مختلفة. أما التقنية فهي في نظره ضد الإنسانية نظرا لما تمارسه من تدمير وإخضاع وسيطرة على الثقافات المحلية.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)